Published in The National As the Bitcoin rollercoaster continues its wild swings, you may be tempted to think that the opportunities to get rich quickly from investing in the cryptocurrency are unprecedented. In fact, asset bubbles have been common throughout the entirety of human history. One of the recently popular versions in the Arabian Gulf is buying real estate in an emerging economy, such as houses or condominiums. However, these experiences have delivered a consistent lesson to prospective investors: stop trying to get rich quickly. Why is that the case? Continue مع استمرار موجة عملة البيتكوين بشطحاتها وناطحاتها، قد تظن أن فرص الثراء السريع من خلال الاستثمار في العملات المشفرة حدث غير مسبوق. ولكن الحقيقة أن فقاعات الأصول المالية أمر شائع ومتكرر عبر التاريخ. ومن أكثر تلك الفقاعات شيوعاً مؤخراً في منطقة الخليج، شراء العقارات في أحد الاقتصادات الناشئة، مثل المنازل والوحدات السكنية. ولكن، هذه التجارب لم يمتخض عنها إلا درس واحد ظل يكرر نفسه للمستثمرين المحتملين: كفوا عن محاولات تحقيق الثراء السريع. قد يتساءل أحدهم، ولما؟ قبل أن أبدأ في شرح السبب، لابد أن نأتي على ذكر التفسير وراء المحاولات المستمرة التي يسعى من خلالها الأفراد لتحقيق أرباح طائلة تقلب حياتهم على عقب في فترات قصيرة من الزمن، وبأقل قدر ممكن من الجهد المبذول. حيث أن المقامرين، في المتوسط، يخسرون جزءاً من المال، إلا أنه سيظل هناك نسبة ضئيلة جداً منهم ممن يحققون أرباحاً طائلة، مثل هؤلاء الرابحين في اليانصيب. وفي يومنا هذا وبوجود وسائل التواصل الاجتماعي المحيطة بنا من كل جانب، هؤلاء الفائزون يملؤون السمع والبصر ويُنظر إليهم بكونهم الدليل الحي على إمكانية تحقيق الثراء السريع بل ونجاحه بالفعل. ـ
ولعل سر جاذبية سلوك طريق المقامرة / الاستثمار لتحقيق الثراء السريع هو أن المسار التقليدي الآخر لتحقيق الثراء لا يتمتع بنفس البريق، وأقصد به أن يصبح المرء رائد أعمال ناجح. فجميع أصحاب الملايين العصاميين بلا جدال يضطرون إلى العمل لساعات طويلة ومرهقة ويعانون من الإرهاق والتوتر الشديدين بالإضافة إلى تعريض أنفسهم إلى مخاطرات كبرى. وتقريباً، ظروف العمل هذه لا يقبل بها أحداً، فيما عدا هؤلاء الأفراد شديدي الطموح وأصحاب الهمة العالية، وهذا يعني أن الأشخاص العاديين يقفون أمام خيارين إما الأجور العادية أو خطط الثراء السريع ومن بين تلك الخطط شراء أحد الأصول المالية في "الوقت المناسب". ودائماً ما يظل خيار الزواج من عائلة ثرية مطروحاً، إلا أنه أصعب من الفوز باليانصيب!ـ إذن فلماذا أسواق المال ومثيلاتها من الطرق السيئة هي السبيل إلى تحقيق ثروة بسرعة؟ لكي نعرف السبب لابد وأن نفهم أولاً الهدف الأساسي من وجود أسواق المال. الأفراد – في الغالب سيكونون أفراد شديدي الثراء ومؤسسات استثمارية – يقومون بتداول الأصول المالية لسببين.ـ السبب الأول، كإحدى طرق إدارة المخاطر. بيل جيتس، من أثرى أثرياء العالم، وثروته هذه تعود لامتلاكه أسهم في شركة ميكروسوفت، ولكن إن انهارت شركة ميكروسوفت، سيخسر معها جميع ثروته. ولذا، فمن المنطقي أن يقوم هو ببيع أسهم شركة ميكروسوفت للملياردير إيلون مسك، والذي بدوره يقوم ببيع أسهم شركته تيسلا إلى بيل جيتس. كلاهما من الأثرياء، ولكن هذا التداول للأسهم يقلص حجم المخاطرة التي تواجه كلاً منهما.ـ السبب الثاني، كإحدى طرق معرفة القيمة الأساسية للأصول المالية. من خلال تداول الأسهم، واكتشاف مدى إقبال الناس على شراء وبيع هذه الأسهم بأسعار متباينة، بالتدريج يتعرف المرء على القيمة طويلة الأجل والمرجحة لهذه الأسهم. فمعظم الأسواق تتصف بمعلومات مفيدة موزعة على عدد كبير من المضاربين، وتبادل الأسهم هو السبيل الوحيد إلى استخراج هذه المعلومات ليستفيد بها الآخرون. ولتنظر مثلاً إلى طريقة تعاملك في سوق المجوهرات: تقوم أولاً بالسؤال عن الأسعار وتنظر إلى ما يقوم به الآخرون من مساومات ثم تفحص البضاعة بدقة قبل أن تأخذ قراراً أخيراً بشأن ما تريد شراءه.ـ إلى جانب هذين السببين، محصلة تداول الأسهم محصلة ذات مجموع صفري، بمعنى لو حققت أرباحاً طائلة، فلابد أن يكون هناك شخص ما قد خسر أموال طائلة أيضاً مقابل ربحك. وبالتالي، فمن المستحيل أن يحقق الجميع حلم الثراء السريع. الأسواق المالية لا تخلق الثروة من العدم؛ بل أهميتها تكمن في مساعدة الأفراد في تنويع استثماراتهم واستكشاف الأصول المالية الجديدة.ـ حسناً، فالسؤال إذن كيف يمكنك التأكد من أنك ستكون على الجانب الرابح من خطة تحقيق الثروة السريعة، بدلاً من الخاسر؟ للأسف، ما لم تكن مستعداً لمخالفة القانون بقيامك بعمليات التداول الداخلي (يقصد بها عمليات التداول التجاري المستندة على معلومات داخلية مسربة) أو بالاحتيال، إذن لا يوجد أي ضمان البتة أنك ستكون من بين تلك الأقلية التي تمكنت بالفعل من تحقيق حلم الثراء السريع. لتحقق هذا، لابد أن تكون "من أصحاب الحظ السعيد" وهذا أمر لا يمكنك العمل على تحقيقه بشكل منهجي.ـ ولكن ماذا عن صديقك الذي قام بشراء وحدة سكنية والآن وصلت قيمتها إلى ثلاثة أضعاف القيمة الأساسية، أو ذاك الصديق الذي قام بشراء عملات البيتكوين في مطلع عام 2016 وأصبح اليوم مليونيراً؟ حسناً، في غالب الأمر هؤلاء من سعداء الحظ بالفعل. ولكن على الجانب الآخر، لا يسمع أحد إلا عن الاستثمارات الناجحة، ولا يسمع أحد شيئاً عن تلك الاستثمارات التي فشلت فشلاً ذريعاً وأصبحت بلا قيمة الآن. تماماً مثل صديقك الذي لا يضيف على حساب الإنستغرام الخاص به إلا صوراً لوجبات رائعة قام بإعدادها، ويمتنع تماماً عن مشاركة صور إخفاقاته.ـ للأسف، الأمر يتعدى مجرد كونك سعيد الحظ في أسعار الأصول المالية؛ فلابد أن يحالفك الحظ أيضاً في تجنب محاولات الاحتيال. فهناك عدد كبير من الأفراد يكسبون عيشهم عن طريق خداع المستثمرين غير المشككين وغير المتخصصين وإقناعهم باستثمار مدخرات العمر في سبيل تحقيق أرباح سريعة. وهذا أحد الأسباب التي دفعت موقع فيسبوك من حظر إعلانات الاستثمار بعملة بيتكوين.ـ فكيف تتجنب وقوعك فريسة للاحتيال؟ أهم خطوة هي الاعتراف بأن حلم تحقيق الثراء السريع ليس خياراً واقعياً يحدث للأناس العاديين. عندما تأخذ برأي مستشار مالي حقيقي، وليس بلص محتال، ستجد أنه يبدأ حديثه غالباً بكيفية وضع خطة استثمار آمنة للمستقبل، بما يوازي ربح سنوي بقيمة 5% تقريباً. هذا ليس لأنه يجهل أسرار المهنة أو تنقصه مهارات التسويق، بل لأنه يخبرك بالحقيقة، بغض النظر عن كونها غير مرضية بالنسبة لك.ـ
0 Comments
Leave a Reply. |
Omar Al-Ubaydli
This is where you can find all my articles, as well as some of my interviews and media mentions Archives
June 2020
Categories
All
|
Omar Al-Ubaydli
Bahrain Center for Strategic, International and Energy Studies PO Box 496, Manama Kingdom of Bahrain |
© COPYRIGHT 2015. ALL RIGHTS RESERVED.
|