Published on AlArabiya English Website النسخة العربية أدناه In 2013, 2014, and 2016, the UAE was the world’s biggest international donor, as measured by official development assistance as a percentage of GNI, disbursing billions of dollars each year. In 2015, it had the fourth highest aid per capita in the world. Continue احتلت الإمارات، في أعوام 2013، 2014، و 2016، دور أكبر دولة متبرعة عالمياً، حسب مقياس المساعدات التنموية الرسمية كنسبة من المدخول القومي الإجمالي، إذ تبرعت بمليارات من الدولارات في كل من تلك سنوات.ـ (http://www.gulftoday.ae/portal/ebb01f5c-4eb2-4c41-aa11-11a624cd7ce1.aspx)
وفي عام 2015، تميزت الإمارات بأعلى مستوى لحصة الفرد للتبرعات الأجنبية في العالم. ولا يعلم أغلبية الغربيون أن الإمارات دولة فعلاً ناشطة في مجال المساعدات الأجنبية. فإن تغطية الوسائل الإعلامية العالمية للمساعدات الإماراتية محدودة، باستثناء عام 2015، حيث اُستهدفت الإمارات كجزء من حملة جاهلة كانت تدّعي أن الدول الخليجية لا تساعد اللاجئين السوريين. (http://www.dailymail.co.uk/news/article-3222405/How-six-wealthiest-Gulf-Nations-refused-single-Syrian-refugee.html) ما هو سبب هذه الفجوة المعلوماتية؟ قبل طرح بعض الأسباب، ينبغي التعمق حول تفاصيل المساعدات التنموية الإماراتية. يمثل الدعم التنموي تقريباً 90% من مساعداتها الأجنبية، الذي يركز على تعزيز مستوى المعيشة، بينما تخصًّص المبالغ الأخرى للمساعدات الإنسانية والدينية\الثقافية. (http://gulfnews.com/news/uae/government/uae-foreign-aid-tops-dh32b-in-2015-1.1947791) وتشكل الدول العربية الإسلامية الدول المستلمة لتلك المساعدات بالأساس، منها مصر، واليمن، والأردن. (https://www.mofa.gov.ae/EN/MediaCenter/News/Pages/17-12-2016-UAE.aspx) ولاستيعاب حجم الدعم الإماراتي، في عام 2015، بلغت المساعدات الأجنبية الأمريكية – وهي أكبر دولة متبرعة في العالم – 41 مليار دولار. (https://data.oecd.org/oda/net-oda.htm) وتبرعت الإمارات 4.4 مليار دولار، الذي يمثل ما يزيد عن 10% من التبرع الأمريكي، ولكن مع ما يقل عن 3% من سكان أمريكا. وبما أن المواطنين الإماراتيين يمثلون فقط 15% من سكان الإمارات، ويمثل العمالة والوافدة أغلبية السكان المتبقين، فإن تم تحديد حصة المواطن للتبرعات، فستظهر الإمارات بصورة أفضل. ومصدر هذه البيانات سلسلة من تقارير عامة نشرتها وزارة الخارجية الإماراتية. ونُشر أول تقرير في عام 2009، وبالتالي يعتبَر مثل هذه الشفافية ظاهرة حديثة. (https://www.mofa.gov.ae/EN/Pages/UAE-Foreign-Aid-Report.aspx) وعلى الرغم من أن الإعلام الإماراتي قام بتغطية التقارير مؤخراً، لم يعطِ النسخ الأولى نفس الاهتمام، مما يدل على أن قلة الوعي عن المساعدات الإماراتية يعود إلى ضعف جهود الحكومة في تعميم التقارير، وليس إلى رفض الجهات الإعلامية لتغطيتها. إذاً، ماذا هو سبب تردد الحكومة؟ يعود أحد الأسباب الأساس إلى الاختلاف بين المنظورين الإسلامي والعلماني الغربي إزاء العمل الخيري. فكأغلبية الديانات، يحث الإسلام المسلمين على مساعدة ذوي الدخل المحدود، مقابل الأجر. ولكن على عكس الحركات الخيرية العلمانية، يوجه الإسلام المسلمين على التبرع بكتمان، رعاية لكرامة المستلمين. وعلى سبيل المثال، عندما يُطلب من المصارف الإسلامية الخليجية أن تتبرع للمشاريع الاجتماعية، في العديد من الحالات، تصر تلك المصارف على السرية كشرط للتبرع، بينما إن شرط مدير تسويق في دولة غربية نفس الشرط لتبرعات شركته، فقد يؤدي ذلك إلى فصله، إذ أن تعميم التبرعات لأجل الشهرة يعتبر منطلق التبرع، حيث أن التبادلية تمثل عنصر أساس في المسؤولية الاجتماعية عند الشركات (corporate social responsibility). وقد يكون تعميم العمل الخيري مرغوباً فيه في الإسلام إن شجع ذلك الآخرين على التبرع. ولكن إن كان سبب الإعلان رغبة المتبرع في أن ينال سمعة بأنه شخص كريم، أو أن يكشف للآخرين أن المستلم مديون للمتبرع، فقد يضيع الأجر. ففي الدول الغربية، توجد ثقافة تحفيز الأعمال الخيرية عبر إشهار المتبرع، مثلاً عن طريق حفلة تكريم له، كما يجري طبيعياً الطلب من المستلم أن يعبر على التلفزيون عن شكره وتقديره للمتبرع. وتعارض هذه التقاليد ما يقوم به المسلمون عادة، وقد يكون ذلك أحد أسباب انعدام المعرفة بالمساعدات الأجنبية الكبيرة لدى الإمارات. وعلى الرغم من ذلك، فإن الإمارات – ككل الحكومات – لديها أهداف سياسية واستراتيجية لمساعداتها الأجنبية، بالإضافة إلى أهدافها الإنسانية. (https://www.thenational.ae/world/uae-allocates-4bn-in-assistance-to-egypt-1.140135) وبالتالي ربما يعود جهل المجتمع الدولي حول الدعم الإماراتي جزئياً إلى أن الحكومات الخليجية تفضل تنفيذ سياستها بشكل مستتر، وليس فقط لأنها تقوم بأعمالها الخيرية وفق والمبادئ الإسلامية، سعياً للأجر. ولكن مؤخراً، ومع بروز بعض التهديدات الأمنية الجديدة المتعلقة بالمنظمات العابرة للحدود، بدأت الحكومات، وبينها الحكومة الإماراتية، تشعر بوجود ضغط لإدارة المساعدات الأجنبية بشكل شفاف. وبما أن الجمهور المستهدف هو أصحاب القرار الأجانب بالأساس، وليس المدنيين الأجانب، فعلى الأرجح لم تعتبر الإمارات أن من أولوياتها ضمان تغطية متوازنة من الإعلام الغربي. وقد يكون هناك دور أيضاً لعدم تقبل الغربيين العلمانيين للدول الخليجية. فتدل استطلاعات الرأي على وجود كراهية موجه نحو المسلمين، (http://news.gallup.com/poll/157082/islamophobia-understanding-anti-muslim-sentiment-west.aspx) لاسيما عند اليمينيين المحافظين، بينما يكره اليساريون الاشتراكيون عادة الأنظمة الملكية، والإيرادات النفطية "غير المستحقة" لدى الدول الخليجية. (https://www.theguardian.com/commentisfree/2013/jul/23/cut-anti-democratic-dynasty-out-of-politics) وبشكل عام يغطي الإعلام الغربي الدول الخليجية بشكل سلبي للغاية، في مجال المساعدات الأجنبية وغيرها، وأحياناً بشكل مبالغ فيه فعلياً. (https://www.washingtonpost.com/news/worldviews/wp/2017/05/01/dubai-promotes-its-very-own-font-as-a-sign-of-free-expression-others-disagree/?utm_term=.484e71b3fc3f) وبالنظر للمستقبل، ينبغي الإشادة بشفافية الإمارات. ولكن ينبغي عليها أيضاً أن تجتهد لأجل الحفاظ على كرامة من يستلم مساعداتها، عن طريق العمل بكتمان. ولربما تنظر المجتمعات الغربية العلمانية في تبنيه لأسباب أخلاقية. وبما أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن هناك تراجعاً مستداماً في ثقة الشعب الأمريكي في الإعلام التقليدي، (http://news.gallup.com/poll/195542/americans-trust-mass-media-sinks-new-low.aspx) فقد يرغب رؤساء التحرير في التحقق من مدى التزامهم بمبدأي العدالة والتوازن في تغطيتهم الإعلامية لدول كالإمارات
0 Comments
Leave a Reply. |
Omar Al-Ubaydli
This is where you can find all my articles, as well as some of my interviews and media mentions Archives
June 2020
Categories
All
|